متحف مدام توسو .. جولة مع مشاهير الفن والسياسة
امستردام – د. جمال المجايدة : زرت متحف مدام توسو وسط ساحة الدومو الشهيرة في امستردام , وخيل لي في البداية انني سوف ازور نسخة متواضعة من المتحف اللندني الشهير الذي اسسته السيدة ماري كروسولتز .
غير انني وجدت انني في عالم من الفن الممزوج بالخيال الذي يلهب عقول الزوار الذين يعج بهم المتحف من كافة انحاء العالم .
وترجع قصة هذا المتحف الي ما قبل قرنين من الزمان , حيث لم تكن ابنة مدير منزل د. كريتوس تفكر بالشهرة سواء في ستراسبورغ التي ولدت فيها أو في باريس حيث ترعرت وعاشت، أو حتى لندن التي نزحت إليها.
تلك هي ماري كروشولتز التي اشتهرت فيما بعد باسم مدام توسو والتي أصبح معرضها الصغير وسط لندن الذي كانت تعرض فيه منتجاتها من الشمع واحداً من أشهر المعالم السياحية والثقافية في العاصمة البريطانية والمتحف الذي خلدت فيه مدام توسو مشاهير العالم.
وانتبه د. كريتوس لموهبة تلميذته ماري التي تميزت ليس بنحت الشخصية وحسب بل بإضفاء مشاعر حيوية لها مثل الغضب أو الفرح، القسوة أو المحبة وصار لمنحوتاتها أسلوب يميزها عن أسلوب استاذها د. كريتوس وقادها عملها مع معه للتعرف إلى الطبقة الارستقراطية الفرنسية، ومهدت هذه العلاقة للقاء بالمصادفة مع المدام اليزابيث شقيقة الملك لويس السادس عشر والتي طلبت منها الانتقال للعيش مع العائلة المالكة في قصر فرساي لنحت تماثيل للملك وزوجته الملكة ماري انطوانيت وبقية افراد العائلة وذلك في العام 1780 وعاشت حياة مترفة لمدة تسع سنوات في كنف العائلة المالكة.
وفي العام 1794 تعرفت ماري إلى المهندس الفرنسي فرانكو توسو لتتزوج منه وتحصل على اسم توسو وفي نهاية العام 1800 كان لها من زوجها ثلاثة أبناء ولدان وهما جوزيف وفرانسيسز وابنة صغيرة توفيت.
وبسبب الكساد قررت ماري في العام 1802 عبور البحر إلى بريطانيا لوحدها مع تماثيلها فقط إذ لم يوافقها زوجها على فكرة الرحيل عن باريس، وعلى مدى 33 سنة تجولت مدام توسو مع منحوتاتها المشغولة من الشمع في أغلبية الجزر البريطانية وفي العام 1822 تعرضت السفينة التي أقلتها إلى ايرلندا للغرق وضاغت أغلبية منحوتاتها، لكن ذلك لم يقلل من عزمها على مواصلة جولاتها التي توقفت في نهاية المطاف في لندن العام 1835 عندما تجاوزت السبعين من عمرها وشعرت بالتعب فقررت أن تقيم معرضاً دائماً لمنحوتاتها في بازاربيكر ستريت في وسط لندن.
وقبل رحيلها بتسع سنوات نحتت تمثالا لنفسها وهي تعمل في اعداد تماثيلها وكان ذلك آخر عمل لها حيث توفيت في العام 1850 وواصل بعدها ابناؤها واحفادها العمل في المعرض الدائم.
وفي العام 1925 تعرض المعرض لحريق بفعل شرارة كهربائية والتهمت النيران الكثير من المنحوتات كما حطم قصف الطائرات النازية العام 1940 المتحف، ودمر خلال الحرب العالمية الثانية اكثر من 352 تمثالاً رئيسياً، ويذكر ان صناعة تمثال واحد من الشمع في متحف مدام توسو يتطلب اليوم فترة تزيد على ستة شهور وبتكلفة تربو على 30 ألف جنيه استرليني .
الطبقه الارستقراطية
وقادها عملها مع الدكتور لأن تتعرف على الطبقة الارستقراطية الفرنسية وهذه العلاقة مهدت للقائها مصادفة بالمدام اليزابيث أخت الملك لويس السادس عشر، والتى طلبت منها الانتقال للعيش في قصر فرساي والعيش مع العائلة المالكة لتنحت تماثيل للملك وزوجتة الملكة ماري انطوانيت وبقية أفراد العائلة، وذلك في العام 1780 لتسع سنوات عاشت ماري حياة مترفة .
ولما بدأت الثورة الفرنسية تم القاء القبض على العائلة المالكة كما تم في عام 1793 زج ماري كروشولتز وأمها في السجن بتهمة العمل لصالح العائلة المالكة وتم وضعهما في الزنزانة التى كانت فيها جوزفين والتى سوف تصبح فيما بعد امبراطورة فرنسا، وتم حلق شعر ماري وأمها استعداد لقطع رأسيهما بواسطة المقصلة لكنهما انقذتا من غير أن يعرفا كيف نجتا من هذا المصير المرعب، وبدلا من أن يتم قطع رأس ماري فقد راحت تجلس عند عتبة المقصلة كلما أعلن عن أعدام شخصية مشهورة لتضع الرؤوس المقطوعة توا في سلتها وتصنع منها في الاستوديو قوالب من الشمع ولتحولها إلى تماثيل كاملة فيما بعد وكان عليها أن تشهد قطع رؤوس العائلة المالكة التى عاشت في كنفها 9 سنوات وأصدقائها الذين عملت معهم في القصر الملكي، وكانت مجبرة على ذلك لتبرهن للثوار بأنها معهم وإلا ذهب رأسها ثمنا لذلك.
من اين جاء اسم توسو ؟
في عام 1794 تعرفت ماري على المهندس الفرنسي فرانكو توسو لتتزوج منه بعد عام وتحمل اسم توسو، وفي نهاية عام 1800 كان لها من زوجها 3 ابناء ولدان وهما جوزيف وفرانسسز وابنة ماتت صغيرة
وبسبب الكساد قررت ماري عام 1802 عبور البحر إلى بريطانيا لوحدها مع تماثيلها فقد إذ لم يوافقها زوجها فكرة الرحيل عن باريس وعلى مدى 33 عاما تجولت مدام توسو مع منحوتاتها في غالبية الجزر البريطانية، وفي عام 1822 تعرضت السفينة التي أقلتها إلى ايرلندا للغرق وضاعت غالبية منحوتاتها لكن ذلك لم يقلل من عزمها على مواصلة جولاتها التي وقفت في لندن عام 1835 عندما تجاوزت السبعين من عمرها وشعرت بالتعب قررت أن تقيم معرضا دائما للمنحوتات الشمعية في بازار بيكر ستريت في وسط لندن.
وقبل رحيلها بـــ 9 سنوات كانت نحتت تمثالا لها، وهي تعمل لإعداد المنحوتات، وكان آخر عمل لها إذ ماتت عام 1850 عن 89 عاما ليتولى ولدها وأحفادها مواصلة العمل في المعرض الدائم.
وفي عام 1925 تعرض المعرض لحريق بفعل شرارة كهربائية والتهمت النيران الكثير من المنحوتات، كما حطم قصف الطائرات النازية عام 1940 المتحف وخلال الحرب العالمية الثانية دُمر أكثر من 352 تمثالا رئيسيا.
والجدير بالذكر أن صناعة أي تمثال من الشمع في متحف مدام توسو بتطلب اليوم فترة أكثر من 6 أشهر وبتكلفة تزيد على 30 ألف جنية استرليني للتمثال الواحد.
والحديث عن متاحف مدام توسو يطول فهي تملك في اكثر من دوله متحفا , فلها متحف في نيويورك / لاس فيغاس / هونغ كونغ / وامستردام , والممتع في متحف مدام توسو امستردام هو أنك تستطيع أن تتصور مع، بل تعانق كافة تماثيل الشمع المعروضة في عدة قاعات مخصصة لفئات محددة من الشخصيات !
وبوسع زوار المتحف أن يزوروا غرفة “الجلوس والعمل” حيث يمكنهم القاء نظرة على الكمية الهائلة من الأبحاث والجهود التي تلزم لصنع تماثيل الشمع، بما في ذلك اختيار العيون ومطابقة الأسنان وترتيب الشعر وأخذ قياسات سمات الجسم وصب الرؤوس الشمعية !
نجوم سوبر !
واذا كنت زائرا لمتحف مدام توسو في امستردام فانك تحتاج لوقت طويل لكي تلتقط صورة مع الرئيس بوش او الرئيس بوتين , نظرا لاقبال الزوار عليها .
وبين وقت وآخر يضاف إلى المتحف تماثيل جديدة للسوبر نجوم والشخصيات العالمية
وصنع تمثالا من الشمع للممثل الشهير براد بيت وبحيث ترتفع درجة حرارته بمجرد لمسه. و يقف إلى جواره تمثال آخر لزوجته الممثلة جنيفر أنيستون
وقد توصل المتحف ايضا إلى فكرة جديدة لجذب المزيد من الزائرين بوضع تماثيل لأشهر الأزواج مثل ديفيد بيكام لاعب كرة القدم العالمي وزوجته فيكتوريا مغنية فريق سبايس جيرلز السابقه , كوالدي السميح وهو في المهد .
ويمثل العمل الفني المثير للجدل الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير بجانب ولي العهد البريطاني، الأمير تشارلز، كالحكماء الثلاث.
أما النجمان السينمائيان هيو غرانت وصامويل ال. جاكسون فصورا على هيئة راعيين، فيما نحت وجه المغنية الأسترالية كايلي مينوغ على هيئة ملاك
ولاادري انه علي سبيل الطرف نشر خبر يقول لقد خسر متحف مدام توسو مبلغ 10 آلاف جنيه استرليني جراء الطلاق الذي وقع بين براد بيت وجنيفر انيستون وهذا جعل مسؤولي المتحف يفكرون مرتين قبل الاتفاق مع زوجين من المشاهير .
أما براد فيحتاج لذراع جديدة، وأما جنيفر فسوف يُصنع لها تمثال جديد تماماً. وسوف يعاود الاثنان الدخول للمتحف في نفس المكان، ولكن تفصلهما مسافة هذه المرة . ويمضي الزوار وقتا طويلا في جناح الفنانين بمتحف مدام توسو في امستردام ويلتقطون الصور مع نجوم العالم البارزين امثال براد بيت ومادونا وبرتني سبيرز وغيرهم .
Leave Your Comment