400 بحيرة طبيعية رائعة تشكل لوحة طبيعية رائعة ويلز، تاريخ عريق وبحيرات بلا حدود

400 بحيرة طبيعية رائعة تشكل لوحة طبيعية رائعة ويلز، تاريخ عريق وبحيرات بلا حدود

إعداد: فادية عمار

لمنطقة ويلز تاريخ عريق مليء بالثقافة الغنية والمتميزة التي تنحدر من جذورها السلتية تشكل ويلز جزءاً من الجزر البريطانية، وهي بلد صغير، غني بتاريخه القديم، مليء بسلسلة من الجبال المثيرة والبحيرات الطبيعية الفاتنة، والطبيعة الخضراء الساحرة، والسواحل المنبسطة والشواطئ الرملية الجميلة، بلد يضج بمختلف مظاهر البهجة والفرح. تضم ويلز أعلى جبل وأعلى شلال ارتفاعاً في بريطانيا، وفيها 400 بحيرة طبيعية، وما يزيد على 90 من السدود الطبيعية التي تعتبر المصدر لثلاثة من الأنهار الرئيسية في بريطانيا، إضافة إلى وجود ثلاث من أكبر المنتزهات الوطنية فيها. وتفخر ويلز بما لديها من مقومات سياحية تقدمها للجميع. فمن حيوية مدينة كارديف إلى جمال الجبال في سنودونيا مروراً بمظاهر التاريخ والثقافة وسكون الطبيعة البكر الخلابة.

البحيرات الطبيعية

تضم منطقة وادي «إيلان» في وسط ويلز سلسلة من البحيرات الطبيعية المتناغمة مع البيئة الجبلية الوعرة المحيطة بها، لتشكل لوحة طبيعية رائعة. وتجذب هذه البحيرات العديد من السياح والزوار للاسترخاء والاستمتاع بجمال المساحات الخضراء الشاسعة والطبيعة الساحرة والبحيرات الممتدة بسحرها الطبيعي الخلاب، حيث تشكل محمية شاسعة للحياة البرية، بالإضافة إلى منطقة المستنقعات، غابات البلوط الساحرة والمحميات الطبيعية للطيور البرية. وتتمتع بحيرة فيرنوي، المحاطة بالجبال، بجمال درامي خلاب، يتمثل في المياه السوداء الفاحمة، والساحل المغطى بالأشجار الكثيفة وبرج الماء القوطي، وكأنك داخل لوحة خيالية من الأساطير القديمة. وفي الجنوب توجد بحيرة «ليلانغروس»، وهي نموذج حي لتأثير عوامل الطبيعة والتوازن البيئي، حيث استقرت في أحضان الصخور الجبلية، محاطة بمحمية واسعة غنية بالطيور البرية، والشلالات المذهلة. كما تقبع بحيرة «لانجورس» بجمالها الطبيعي الأخاذ، التي تشتهر بحياتها البرية وشلالاتها الرائعة، تحت قمم جبل بريكون بيكونز. ومن أعالي جبال بيرواين، ينهمر شلال بيستل رايدر، والذي يعتبر إحدى عجائب ويلز السبع، لتحبس الأنفاس من روعة مياهه المتساقطة من علو 240 متراً.

أما بحيرة «سوام إيدوال»، الواقعة في تجويف صخري نحتته الأنهار الجليدية منذ العصر الجليدي القديم، فهي مثال حي على التكوين الطبيعي والجيولوجي للبحيرات، كما تغمرها المياه السوداء الفاحمة القادمة من بحيرة ليلين إيدوال، وتطل عليها سفوح شديدة الانحدار تقود هواة التسلق مباشرة إلى قلب سنودونيا. وتعدّ البحيرة منطقة خصبة للزنابق الثلجية النادرة التي تنمو في صدوع الصخور الجبلية.  ويعتبر مستنقع «تريغارون» امتداداً للبرية المكسوة بالقصب المائي، ويمتاز بالتكوينات الطبيعية المتنوعة والحياة الفطرية المتباينة، حيث يمكنك مشاهدة أروع الأزهار الإنكليزية النادرة، ولهواة مراقبة الطيور مقصورات مخصصة لممارسة هوايتهم، حيث تشكل المنطقة مرتعاً مميزاً للطيور البرية النادرة وخاصة الطائر الأحمر. وعلى مقربة من نهر تيفي، يقبع مستنقع الخث (وهو نسيج نباتي متفحم) ليشكل لوحة فنية نادرة لإنجازات الطبيعة.

وفي الشمال، وعلى مقربة من قرية يسترادفيلت، تحتضن جبال بريكون بيكون مشاهد ساحرة وخلابة للشلالات المنهمرة على الصخور الكلسية البارزة، بينما تبرز الكهوف والمغائر فاغرة أفواهها لابتلاع المياه المتساقطة داخل جوفها، كما يمكنك الاستمتاع بمشاهدة نهر ميلت يخرج من فوهة مغارة بورث ير أوغف بصخورها الكلسية العملاقة، والتي تأخذ شكل رأس الحصان، لتنهمر مياهه متدرجة على الصخور المنحدرة.

رائحة التاريخ العطرة

أينما كنت فسوف تلاحقك رائحة التاريخ القوية، وحيثما اتجهت فسوف تلاحظ الآثار الرومانية الواضحة لتوالي الغزو الروماني للمنطقة. وتعتبر مناطق مثل «كارليون» أو «آسكا» من المواقع الرومانية الاستثنائية التي أسس فيها الرومان قواعد لرجال النخبة من فيالقهم العسكرية. وتتضح كنوز الآثار الرومانية في منطقة «بومسانت» وسط ويلز، حيث كان الرومان ينقبون عن الذهب، خصوصاً في مناجم «دولوكوثي». وإذا أردت معرفة المزيد عن الآثار الرومانية في ويلز، فعليك زيارة متاحف «كارليون» و «كارنارفون»، والاطلاع على إبداعات الرومان في تلك الفترة.

القلاع والمتاحف

يتجلى تاريخ ويلز أمام ناظريك من خلال الحقب التاريخية التي تركت بصماتها الساحرة على ويلز مروراً بالقلاع والحصون ووصولاً إلى مناجم الفحم تحت الأرض. وتنتشر في ويلز القلاع والحصون والتي يزيد عددها على 400 قلعة. فهناك قلعة كارديف التي تمثل موقعاً لدرس تاريخي من ثلاثة فصول بدءاً بحصن الرومان الذي شيّد قبل 2000 عام، وبعده بألف عام شيّد الرومان صخرة حصينة فوق هضبة منحدرة، وفي القرن التاسع عشر تم تحويل القلعة إلى حصن فيكتوري.

وتتمتع قلعة كارفيللي بموقع جذاب ومثير منحها موقعاً تراثياً عالمياً. وقلعة كارفيللي، ذلك الحصن المبني على طراز القرن الثالث عشر، تعتبر واحدة من أفضل القلاع التاريخية في أوروبا، وواحدة من أكبر القلاع في بريطانيا. وتمثل هذه القلعة نموذجاً معتبراً لنظم الدفاعات المركزية التي تعتمد في تصميمها على الخنادق الدائرية المملؤة بالمياه والأسوار الضخمة العالية. وهناك قلعة كارنارفون العملاقة، والتي بنيت لتكون تعبيراً بارزاً عن الروح الملكية العسكرية، بناها الملك إدوارد الأول ملك إنجلترا في القرن الثالث عشر، لتكون أحد القصور الملكية ومقراً للحكومة. وهي من الأماكن التاريخية المشهورة عالمياً تقف شامخة على أبراجها العالية وأسوارها المرتفعة وتهيمن بهيبتها على المكان كله. ويتيح لك متحف ويلز للمناجم الوطنية في «بلانافون» فرصة للنزول إلى المناجم الموجودة تحت الأرض على عمق 91 متراً للأسفل، لترى كيف كان رجال ويلز يكدحون ويشقون طويلاً لتوفير الطاقة لتشغيل عجلات المصانع في ويلز وبقية البلدان.

حكايا الأساطير والخرافات

يتحدث أبناء ويلز عن الأساطير والخرافات القديمة كجزء لا يتجزأ من تاريخ بلادهم. ولديهم الكثير من القصص المثيرة والممتعة، كقصة البيت الأسطوري للملك آرثر، وآبار المياه وقدرتها الخارقة في علاج الأمراض. وهناك قصة السفن الطائرة التي تمثل رمز ويلز الوطني المتمثل في صورة «التنين الأحمر». ولا تفوتك فرصة التفرج على أسطورة فرسان الطاولة المستديرة في كارليونو أو على قوارب الصيد الصغيرة المكسوة بالجلد لمنع تسرب الماء إلى داخلها. وهناك متحف «سيلتيكا» في ماشينليث وهو متحف تحكي مكوناته عن مظاهر الحياة السلتية وتاريخ الأساطير والخرافات القديمة في ويلز. أما ظاهرة «الصخور الواقفة» التاريخية كتلك الموجودة في تلال بريسيلي الواقعة في بيمبروكشاير فلا تزال تنتظر تفسيراً لها، فيما تحتوي حدائق النباتات الوطنية في ويلز بالقرب من كارمارثن، على معرض مخصص للعلماء الفيزيائيين من أبناء مايدفاي الذين اشتهروا لمئات السنين بقدراتهم على العلاج بالأعشاب وقوى الطبيعة الخارقة.

ويلز الوسطى

إذا كنت تبحث عن المتعة والراحة حيث التلال والجبال الخضراء والهواء النقي، فيمكنك أن تجدها في وسط ويلز. كما يمكنك أن تتلذذ بأجواء الأسواق القديمة التقليدية، مع التجول في الطرق الريفية السهلة، والإقامة في البيوت الريفية الدافئة. ودائماً هناك شيء مميز يشدك إلى وسط ويلز، من الريف الأخضر الشاسع، والفضاء المفتوح للمتنزه القومي لبريكون بيكونز في الجنوب، إلى الجمال المتوحش لجبال بيروين في الشمال. كما توجد على طول الحدود مناطق شاسعة للاستكشاف والمغامرة، من بحيرات وأنهار كثيرة وجداول الجبال، إلى جانب القرى الريفية التي تحمل الآثار البدائية الغامضة.  وتتنوع الأنشطة العائلية بتنوع الطبيعة، من ممارسة رياضة المشي وسط القرى والغابات الخضراء، إلى لعب الغولف، صيد السمك، الألعاب المائية، ركوب الدراجات، وممارسة الطيران الشراعي في آفاق الطبيعة الخضراء الشاسعة.

وتختلف المناظر في الريف طوال السنة مثل بانوراما رائعة لاتنتهي، مما يحثك على ممارسة هواياتك في قلب الطبيعة الرائعة التي تتنوع باختلاف الفصول، حيث يمكنك ركوب الدراجة حول بحيرة فيرنوي في الربيع، أو أن تتسلق الجبال بخضارها اللامتناهي وقممها الثلجية البيضاء في بداية الصيف، أو حتى مجرد الاستمتاع بالمشي وسط مراعي فوريست فور والاسترخاء قرب البحيرات الرائعة، لتحمل معك زاداً من الحيوية والنشاط.

كارديف، سحر التاريخ وجمال الطبيعة

سوف تجد الكثير من المشاريع السياحية في خليج كارديف، وأهمها مشروع بحيرة المياه الحلوة التي تمتد لمساحة 500 فدان، كما يوجد العديد من المطاعم الراقية والمحلات التجارية والفنادق الفخمة والمعالم السياحية التي تشكل الجانب التاريخي من المدينة. كما يمكنك زيارة مركز «تكنيكوست» للاستفادة من المعارف العلمية التي يقدمها لزواره. وتضم كارديف خيارات متنوعة من الفنادق العالمية الرائجة التي تطل على خليجها الساحر. ويمكن استكشاف المدينة سيراً على الأقدام، لرؤية التداخل في تصاميم أبنيتها ومتاجرها المصممة على الطراز الفكتوري، إلى جانب المباني الحديثة والمقاهي الجذابة والمطاعم، وكذلك المباني المبنية بالحجارة البيضاء. كما يمكنك رؤية قلعة كارديف التي تطل على مركز المدينة بشموخها التاريخي الذي يضفي على المدينة أبهتها. وإذا أحببت الابتعاد عن صخب المدينة وضجيجها، فما عليك سوى القيام بجولة في مناطق الريف الويلزي الذي لا يبعد سوى مسافة قصيرة من أي موقع لك في المدينة.

ويوجد الكثير من الأماكن والمعالم المهمة الأخرى مثل: المتحف الوطني لويلز ومعبد السلام والصحة، وقاعة سانت ديفيد للموسيقى، كذلك هنك دار الأوبرا الوطنية لويلز، ومتحف التراث الوطني بجانب قلعة سانت فاجان، بالإضافة إلى العديد من المناسبات السياحية التي تضفى المتعة والترفيه لكل أفراد العائلة.

التسوّق والأنشطة الترفيهية

تشتهر كارديف بشوارعها التي تتراصف على جوانبها الكثير من المحلات التجارية المغطاة بأسقف مصممة على الطراز الفيكتوري التي تذكرك دائماً بالماضي التاريخي للمدينة إلى جانب المركز الحديث المعروف باسم مركز “سانت ديفيد” للتسوق. ولمحبي المتعة والترفيه، تضمّ ويلز الكثير من الفعاليات السياحية والأنشطة الترفيهية والرياضية لمختلف أفراد العائلة، فهناك رياضة العربات التي تجرها الخيول، وهناك رياضة القوارب الشراعية والتزلج على الماء وركوب الدراجات الهوائية، كذلك هناك المنتزهات ومدن الترفيه العائلي وحدائق الحيوان. بالإضافة إلى العديد من المتاحف والمعالم السياحية المتميزة التي تقدم المتعة والمعرفة لكافة أفراد العائلة، مما يجعلها المكان المتكامل والأنسب لقضاء العطلات العائلية.

المهرجانات والفعاليات لويلز نصيبها من المهرجانات السياحية العالمية، بالإضافة إلى نجوم الغناء والموسيقى الذين ذاع صيتهم عالمياً. وتشكل المهرجانات مثل مهرجان مسابقات الغناء الدولية ومهرجان الأدب والثقافة ومهرجان الريف ومهرجان ويلز الملكي ومهرجان الصيف في كارديف القليل مما تقدمه ويلز سنوياً لزوارها ليأتوا ويستمتعوا بها ويشاركوا فيها. كما لايمكن أن ننسى مهرجان الجاز السنوي الذي يقام في بلدة بريكون ويشارك فيه فنانون وسياح من مختلف مناطق العالم ويستمر حتى ساعات الفجر الأولى. ولا تكتمل السياحة في ويلز دون زيارة دار الأوبرا الوطنية، والاستمتاع بلقاء محبي الموسيقى والفنون ممن يأتون إلى ويلز للحصول على أمتع الأوقات في مختلف مناطقها.

400 بحيرة طبيعية رائعة تشكل لوحة طبيعية رائعة ويلز، تاريخ عريق وبحيرات بلا حدود
400 بحيرة طبيعية رائعة تشكل لوحة طبيعية رائعة ويلز، تاريخ عريق وبحيرات بلا حدود
400 بحيرة طبيعية رائعة تشكل لوحة طبيعية رائعة ويلز، تاريخ عريق وبحيرات بلا حدود
400 بحيرة طبيعية رائعة تشكل لوحة طبيعية رائعة ويلز، تاريخ عريق وبحيرات بلا حدود
400 بحيرة طبيعية رائعة تشكل لوحة طبيعية رائعة ويلز، تاريخ عريق وبحيرات بلا حدود
400 بحيرة طبيعية رائعة تشكل لوحة طبيعية رائعة ويلز، تاريخ عريق وبحيرات بلا حدود
400 بحيرة طبيعية رائعة تشكل لوحة طبيعية رائعة ويلز، تاريخ عريق وبحيرات بلا حدود
400 بحيرة طبيعية رائعة تشكل لوحة طبيعية رائعة ويلز، تاريخ عريق وبحيرات بلا حدود
400 بحيرة طبيعية رائعة تشكل لوحة طبيعية رائعة ويلز، تاريخ عريق وبحيرات بلا حدود

Leave Your Comment