صناعة السيراميك في سردينيا .. تراث أصيل !

سردينيا – جمال المجايدة : تتفنن الأيادي الشابة في جزيرة سردينيا الإيطالية في إبداع وابتكار ما هو قيم في مجال الفن ومن بين هؤلاء المبدعين الشابة ايليسيا التي أتقنت حرفة صناعة الورود والتحف اليدوية من السيراميك.

وعن هذه الحرف قالت إن تعلمها لحرفة صناعة الورود كان من خلال إحدى صديقاتها منذ 5 أعوام.

وعن المواد والأدوات الداخلة في هذه الصناعة توضح أنها بسيطة جداً وغير مكلفة وتشتمل مادة الغراء ونشاء الذرة وألوان السيراميك واللكر أو الورنيش والفرشاة والأسلاك الرفيعة والمتوسطة الثخانة والمقص والسكين ووعاء مليئا بالرمل الناعم لشك الورود داخله إضافة الى القفازات ولباس خاص للعمل.

وبالنسبة لطريقة العمل تشير ايليسيا إلى أنها تبدأ بسكب مادة الغراء ضمن وعاء خاص وتضيف إليه لون الورد المرغوب وتبدأ بإضافة نشاء الذرة ببطء ثم تدعك المواد مع بعضها البعض جيدا بكلتا يديها بعد ارتدائها القفازات حتى تصبح العجينة متماسكة ثم تقوم بوضعها داخل كيس بلاستيكي محكم الإغلاق وتضعها في مكان جاف بعيد عن عوامل الحرارة والرطوبة مدة 24 ساعة حتى تتخمر العجينة وتتماسك أكثر وتصبح قابلة للتشكيل كذلك الأمر بالنسبة لكل لون حيث يتم تشكيل عجينة لكل لون على حدة بذات الطريقة.

موضحة أن أكثر الألوان المرغوبة في تشكيل الورود الأحمر والوردي والأصفر والبنفسجي واللون الأخضر للسيقان والأوراق.

وتلفت ايليسيا  إلى أن لصناعة الورود والتحف بالسيراميك طريقتين اللف والتشكيل اليدوي والسيراميك المصنع ضمن قوالب خاصة جاهزة متوفرة في الأسواق حيث تقوم الطريقة الأولى على إحضار العجائن التي تم إعدادها من ألوان الأحمر والأخضر والأصفر لتصنيع الورد الجوري مثلا حيث نقوم باقتطاع جزء صغير من العجينة خضراء اللون وندورها بين يدينا ونقوم برقها وتمديدها يدويا على دفة خشبية بوساطة شوبك بحيث تتساوى كل سماكات وأطراف العجينة برقة متناهية ثم نحضر سلكا معدنيا متوسط الثخانة بقدر حجم ساق الورود الطبيعية ونبرمه فوق العجينة ليعطينا شكل الساق ثم نغرز في رأسه زر الوردة الذي صنعناه على شكل أجاصي من عجينة غالبا ما تكون صفراء اللون ونتركه ليجف مدة 12 ساعة تقريبا.

وتتابع الشابة الإيطالية  ثم تأتي مرحلة تشكيل بتلة الوردة وتقوم على اقتطاع جزء من العجينة حمراء اللون وتدويرها بين يدينا ثم رقها وتمديدها على دفة خشبية بوساطة شوبك بحيث تتساوى كل سماكات وأطراف العجينة ثم نقطعها بسكين على شكل مستطيل ونحضر السلك المعدني الذي أعددناه الساق ونبرمه برفق على العجينة الحمراء المرقوقة المقطعة بطريقة اللف عندها تتشكل لدينا بتلة الوردة بشكلها الأولي لنقوم بعدها بقلب وثني الأطراف العليا للعجينة المبرومة على السلك للأسفل قليلا على شكل شقة مقلوبة ثم نعمل على تشكيل أوراق الورد من خلال إحداث شقوق طولانية بالمقص على الجوانب المثنية.

ويتبع ذلك تضيف ايليسيا مرحلة تصنيع وإلصاق الأوراق الخضراء بطريقتين إما من خلال إحضار سلك معدني رفيع وتشكيله على شكل الورقة ثم نأتي بالعجينة الخضراء المرقوقة ونلبسها بالسلك فتتشكل الأوراق التي نلصقها مباشرة على الساق ونتركها لتجف مدة 24 ساعة أو من خلال رق عجينة السيراميك وتقطيعها على شكل مستطيل وإحضار سلك رفيع ولفه من إحدى زوايا المستطيل قليلا لتعطينا شكل ورقة ثم نقرص طرفها للأسفل قليلا.

مشيرة إلى أن المراحل الأخيرة تنتهي ببخ أو دهن الورود المصنعة بمادة الورنيش أو اللكر وغرزها بعد جفافها ضمن آنية زهرية تحتوي على رمل ناعم.

وبالنسبة للطريقة الثانية للسيراميك المصنع ضمن قوالب خاصة جاهزة تشير إلى أنها ذات الخطوات السابقة في صنع عجينة السيراميك ورقها باستثناء استعمال القوالب الجاهزة المتوفرة في الأسواق على شكل ورود وأوراق الجوري والزنبق وعباد الشمس والياسمين وغيرها حيث نقوم بوضع العجينة ضمن القوالب وتشكيلها وتطبيقها والأوراق المقولبة على السلك الساق وتركها لتجف مدة 24 ساعة في مكان جاف وبخها بعد ذلك بمادة الورنيش أو اللكر لإضفاء اللمعان عليها. وعن التحف الفنية التي تشكلها من عجينة السيراميك تبين أن أكثرها تحف فنية صغيرة اما بوساطة قوالب جاهزة أو تشكيل يدوي مثل اللوحات الجدارية الفنية والعلب والتماثيل الصغيرة والأواني والمزهريات صغيرة الحجم.