تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها .. تراث مصري بين الحقيقة والتأويل الخاطئ
الرئيسية / لايف استايل / تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها .. تراث مصري بين الحقيقة والتأويل الخاطئ
تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها .. تراث مصري بين الحقيقة والتأويل الخاطئ
تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها .. تراث مصري بين الحقيقة والتأويل الخاطئ
9:25 م | 16 سبتمبر، 2024
لايف استايل
كتب – أحمد زكي : استخدم العرب منذ القدم العديد من الأمثال التي تعكس ثقافتهم وقيمهم، وكان من بين تلك الأمثال مقولة: “تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها”. عند سماع هذا المثل، يتبادر إلى الأذهان مفهوم معين يتصل بكرامة المرأة ورفضها التفريط في عرضها مهما كانت الظروف. ولكن هذا التأويل الذي شائع بين الناس بعيد تمامًا عن المعنى الحقيقي لهذا المثل. فالمعنى الأصلي للمقولة يرتبط بتصنيف المرأة في المجتمع العربي التقليدي إلى حرة وعبدة، ويشير إلى رفض الحرة ممارسة مهنة الإرضاع مقابل المال حفاظًا على شرفها الاجتماعي.
المقولة بين التأويل والمعنى الحقيقي
عند سماع مقولة “تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها”، قد يتبادر إلى ذهن البعض فكرة أن المرأة الحرة ترفض بيع جسدها مقابل المال مهما بلغت شدة الفقر والجوع. هذا التأويل يحمل في طياته إشارات قوية للعرض والشرف، إلا أن الحقيقة تختلف كثيرًا عن هذا الفهم الشائع.
تقسيم المرأة العربية في المجتمع القديم
في المجتمع العربي القديم، كانت المرأة تُقسم إلى صنفين: “الحرة” و”العبدة”. الحرة هي التي تنتسب إلى علية القوم، وتتمتع بالكرامة والمكانة الاجتماعية المرموقة. في المقابل، كانت “العبدة” من طبقة اجتماعية أدنى. هذا التصنيف الاجتماعي كان يلعب دورًا مهمًا في تحديد الأعمال التي يمكن للمرأة ممارستها أو تجنبها.
مهنة الإرضاع كوسيلة للكسب
في ذلك العصر، كان من عادات بعض العرب استئجار مرضعات لإرضاع أطفالهم، خاصة أبناء الطبقات العليا، وذلك حفاظًا على صحة وجمال الأم. كانت هذه المهنة وسيلة لكسب المال، إذ تدفع الأسرة للأم المرضعة مقابل إرضاع طفلهم. وهنا يتضح المعنى الحقيقي للمقولة. فعندما تقول العرب “تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها”، كانوا يشيرون إلى أن المرأة الحرة، التي تنتمي إلى طبقة اجتماعية عليا، ترفض اللجوء إلى مهنة الإرضاع كوسيلة للكسب حتى وإن كانت تعاني من ضيق الحال.
مفهوم الشرف والكرامة
بالنسبة للمرأة الحرة، كانت مهنة الإرضاع تعتبر نقيصة لا تليق بمكانتها الاجتماعية. فقد كانت تنظر إلى تلك المهنة كعمل يليق بالنساء من الطبقات الأدنى، ولهذا السبب كانت تفضل الجوع والمعاناة على أن تضع نفسها في موضع يعتبره المجتمع غير لائق. فالحرة تعتز بنسبها وتعتبر أن القيام بمثل هذه الأعمال يسيء إلى شرفها وكرامتها.
إذن، المقولة الشهيرة “تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها” لا تتعلق بالعرض والشرف في سياق العلاقات الجنسية كما يعتقد الكثيرون، بل ترتبط بمهنة الإرضاع كوسيلة للكسب، وهي مهنة كانت ترفضها المرأة الحرة حفاظًا على مكانتها الاجتماعية. هذه المقولة تجسد عمق مفهوم الكرامة والشرف لدى المرأة العربية الحرة، والتي كانت تفضل الجوع على القيام بعمل ترى فيه نقيصة تتنافى مع حسبها ونسبها.
إقرأ أيضاً :
“الطيران” تبحث مع شركة صينية إنشاء مدينة بضائع لوجستية بمطار القاهرة
شاهد أيضاً
نور الحراكي يناقش روايته أنا تؤام الشعلة أون لاين مع الجمهور العربي
كتب – أحمد زكي : أعلن الكاتب والروائي نور الحراكي، عن مناقشة روايته الجديدة” نعم …
Leave Your Comment